[عودة] الكلمة الخامسة والأربعون : غزوة حنين (2)

الكلمة الخامسة والأربعون
غزوة حنين (2)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد..
فاستكمالًا للحديث عن غزوة حنين: قال رسول اللهﷺ لعمه العباس رضي الله عنه، وكان رجلًا صيِّتًا : «يَا عَبَّاسُ! نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» .
وفي رواية أخرى قال أنس رضي الله عنه: فنادى رسول اللهﷺ: «يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! يَا لَلْمُهَاجِرِينَ»، ثم قال: «يَا لَلأَنْصَارِ! يَا لَلأَنْصَارِ» .
فلما سمع المسلمون نداء العباس رضي الله عنه أقبلوا، وهم يقولون: لبيك لبيك.
ويذهب الرجل ليُثني بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه، فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وتُرسه، ويقتحم عن بعيره، ويُخلِّي سبيله، فيؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول اللهﷺ .
قال العباس رضي الله عنه: «فوالله لكأن عطفتهم ، حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها» .
وتجالد الناس مجالدة شديدة، وأشرف رسول اللهﷺ من على بغلته كالمتطاول عليها ينظر إلى قتالهم، ثم قال: «الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» . ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، وقال: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ»، فلم يبق منهم أحدٌ إلا امتلأت عيناه وفمه ترابًا .
ثم قال رسول اللهﷺ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» .
ثم أيد الله چ رسولهﷺ والمؤمنين بأن أنزل ملائكته لإرهاب الكفار، فقال تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (27)﴾] التوبة:25-27].
روى الإمام الذهبي بسند جيد عن عبدالرحمن مولى أم برثن، عمن شهد حنينًا كافرًا، قال: لما التقيا والمسلمون لم يقوموا لنا حلب شاةٍ، فجئنا نهش سيوفنا بين يدي رسول الله، حتى إذا غشيناه إذا بيننا وبينه رجال حسان الوجوه، فقال: شاهت الوجوه، فارجعوا، فهُزمنا من ذلك الكلام .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن يعلى بن عطاء قال: فحدثني أبناؤهم، عن آبائهم، أنهم قالوا: «وَسَمعْنِا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطِّسْتِ الْجَدِيدِ، فَهَزمَهُمُ اللهُ» .
روى ابن إسحاق في السيرة عن ابن عباسﮏ قال: ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددًا ومددًا لا يضربون .
متابعة الكفار:
وكان رسول اللهﷺ قد قال يومئذ: «مَنْ قَتَلَ كَافِرًا ، فَلَهُ سَلَبُهُ»، فقتل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه يومئذ عشرين رجلًا، وأخذ أسلابهم .
شجاعة أم سليم ﭫ:
وكانت أم سليمﭫ – والدة أنس بن مالك رضي الله عنه، وزوج أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه - قد خرجت مع زوجها، وكان معها خنجر، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرًا، فكان معها، فرآها أبو طلحة، فقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول اللهﷺ: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟».
قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول اللهﷺ يضحك، ثم قالتﭫ: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال رسول اللهﷺ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ» .
قصة صاحب الجمل الأحمر:
قال جابر بن عبد الله ﮏ: «... وكان أمام هوازن رجل ضخم على جمل أحمر، في يده راية سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه، فرصد له علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورجل من الأنصار، كلاهما يريده، فضرب علي رضي الله عنه عرقوبي الجمل، فوقع على عجزه ، وضرب الأنصاري ساقه، فطرح قدمه بنصف ساقه، فوقع، واقتتل الناس حتى كانت الهزيمة .
أبو قتادة رضي الله عنه وقتيله:
ونفَّل رسول اللهﷺ يومئذ أبا قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، سلب رجل قتله، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ إِليهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا للنَّاسِ؟ قُلتُ: أَمْرُ اللهِ ﮎ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا ، وَجَلَسَ النَّبِيُﷺ فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلْبُهُ»، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي ؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِﷺ: «مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟» فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَسَلْبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ».
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لاها الله! إذًا لا يعمد إلى أسد من أُسد الله، يقاتل عن الله، وعن رسولهﷺ، فيعطيك سلبه، فقال رسول اللهﷺ: «صَدَقَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ».
قال أبو قتادة: فأعطاني، فبعت الدرع، فابتعت به مخرفًا في بني سلمة ، فإنه لأول مالٍ تأثلته في الإسلام .
قال الإمام البغوي في شرح السنة: «وفي الحديث دليل على أن كل مسلم قتل مشركًا في القتال يستحق سلبه من بين سائر الغانمين، وأن السلب لا يُخمس قل ذلك أم كثر، روى مسلم في صحيحه أن سلمة بن الأكوع قتل مشركًا، فجاء بجمله يقوده عليه رحله وسلاحه، فقال النبيﷺ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟»، قالوا: ابن الأكوع، قال رسول اللهﷺ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ» . وسواء نادى الإمام بذلك أو لم يناد، وسواء كان القاتل بارز المقتول، أو لم يبارزه؛ لأن أبا قتادة قتل القتيل قبل قول الرسولﷺ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلا فَلَهُ سَلْبُهُ»، ولم يكن بينهما مبارزة، ثم جعل النبيﷺ جميع سلبه له، فكان ذلك القول من الرسولﷺ شرع حُكْمٍ، وهذا قول جماعة من أهل العلم من أصحاب النبيﷺ، ومن بعدهم، وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي .
شدة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول اللهﷺ هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول اللهﷺ إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه ، ثم انتزع طلقًا من حقبه فقيد به الجمل، ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظهر ، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله، فأطلق قيده، ثم أناخه وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، [وهو طليعة للكفار]، فاتَّبعه رجل على ناقة ورقاء ، قال سلمةﭫ: وخرجت أشتدُّ، فكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي، فضربت رأس الرجل، فندر ، ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول اللهﷺ والناس معه، فقال: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟».
قالوا: ابن الأكوع، فقال رسول اللهﷺ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ» .
الرسولﷺ يبحث عن خالد بن الوليد رضي الله عنه:
تقدم في بداية أمر حنين هزيمة المسلمين، وأن هوازن استطاعت من خلال الكمائن أن تضرب مقدمة المسلمين مما أدى إلى فرارهم، ومن بين الذين جُرحوا وسقطوا من شدة الجراح خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلما أنزل الله نصره على المؤمنين، وفرت هوازن، أخذ رسول اللهﷺ يسأل عن خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقد روى ابن حبان في صحيحه بسند صحيح عن عبدالرحمٰن بن أزهر رضي الله عنه قال: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه خرج مع رسول اللهﷺ يوم حنين، فكان على خيل رسول اللهﷺ، فلقد رأيت النبيﷺ وهو يقول: «مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟».
قال ابن الأزهر: فمشيت، أو قال: سعيت بين يديه، وأنا محتلم أقول: من يدل على رحل خالد بن الوليد؟
حتى دُللنا على رحله، فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله، فأتاه رسول اللهﷺ، فنظر إلى جرحه، قال الزهري: وحسبت أنه قال: ونفث فيه رسول اللهﷺ .
وظل المسلمون يتبعون الكفار حتى تفرقوا في كل وجه، لا يلوي أحد على أحد، وأسلم عند ذلك ناس كثير من أهل مكة – وهم الطلقاء – لما رأوا من نصر الله عز وجل لرسولهﷺ، وأنزل الله تعالى في يوم حنين قوله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)﴾ ] التوبة: 25-26].
وهكذا انهزم الكفار هزيمة منكرة، وغَنِمَ المسلمون نساءهم وذراريهم وأنعامهم.
مطاردة الكفار وسرية أبي عامر رضي الله عنه إلى أوطاس:
وكان سببها أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم رئيسهم مالك بن عوف النصري، فلجؤوا إلى الطائف، فتحصنوا بها، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس، فبعث رسول اللهﷺ إليهم سرية من أصحابه بقيادة أبي عامر الأشعري رضي الله عنه، وهو عم أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: لما فرغ رسول اللهﷺ من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دُريد بن الصمة فقتل دريد، وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى رضي الله عنه: وبعثني مع أبي عامر فرُمي أبو عامر في ركبته، رماه جُشمي بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟
فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني، فقصدت له فاعتمدته فلحقته، فلما رآني ولى عني ذاهبًا فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيًا؟ ألا تثبت؟ فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: إن الله قد قتل صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول اللهﷺ فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي.
قال أبو موسى رضي الله عنه: واستعملني أبو عامر على الناس، ومكث يسيرًا، ثم إنه مات، فلما مات رجعت إلى النبيﷺ، فدخلت عليه، وهو في بيت على سرير مرمل ، وعليه فراش، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول اللهﷺ وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له يستغفر لي، فدعا رسول اللهﷺ بماء فتوضأ منه، ثم رفع يديه، ثم قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ»، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ مِنَ النَّاسِ»، فقلت: ولي يا رسول الله! فاستغفر، فقال النبيﷺ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ مُدْخَلًا كَرِيمًا» .
جمع الغنائم:
وأمر رسول اللهﷺ بالغنائم، فجمعت، وكان السبي ستة آلاف من النساء والأطفال، والإبل أربعة وعشرون ألفًا، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة، فجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري رضي الله عنه، ثم أمر بها فحُبست بالجعرانة، ولم يقسمها حتى انصرف من غزوة الطائف .
شهداء المسلمين في غزوة حنين:
كانت خسارة المسلمين طفيفة جدًّا، فقد استشهد من المسلمين يوم حنين أربعة نفر، وهم: أيمن بن عبيد ابن أم أيمن، ويزيد بن زمعة الأسدي، وسراقة بن الحارث الأنصاري، وأبو عامر الأشعري أمير سرية أوطاسﮋ جميعًا .
وجُرح منهم: عبد الله بن أبي أوفى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن إسماعيل قال: رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة، قال: ضُربتها مع النبيﷺ يوم حنين .
وجُرح كذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه كما تقدم .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.