[عودة] الكلمة العشرون : مقتطفات من أخلاقه وسيرته العطرةﷺ (2)
الكلمة العشرون
مقتطفات من أخلاقه وسيرته العطرةﷺ (2)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد..
«فإن الله أرسل نبيه محمدﷺ رحمة للعالمين، فأغاث الله به البلاد والعباد، وكشف به تلك الظلم، وأحيا به الخليقة بعد الموت، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا.
وعرف أمته الطريق الموصل إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته، فلم يدع حسنًا إلا أمرهم به، ولا قبيحًا إلا نهى عنه، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر أنه قال: «لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِﷺ وَمَا يَتَقلب فِي السَّمَاءِ طَائِرٌ إِلا ذَكَّرَنَا مِنْهُ عِلْمًا» .
وعرفهم حالهم بعد القدوم على ربهم أتم تعريف، فكشف الأمر وأوضحه، ولم يدع بابًا من العلم النافع للعباد المقرب لهم إلى ربهم إلا فتحه، ولا مشكلًا إلا بينه وشرحه، حتى هدى الله تعالى به القلوب من ضلالها، وشفاها به من أسقامها، وأغاثها به من جهلها، فأي بشر أحق بأن يحمد منهﷺ، وجزاه عن أمته أفضل الجزاء.
وقد كانﷺ على درجة عظيمة من مكارم الأخلاق، وكرائم الشيم، فإن من نظر في أخلاقه وشيمهﷺ علم أنها خير أخلاق بني آدم، فإنهﷺ كان أعلم الخلق وأعظمهم أمانة، وأصدقهم حديثًا، وأحلمهم وأجودهم وأسخاهم، وأشدهم احتمالًا، وأعظمهم عفوًا ومغفرةً، وكان لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا» ، قال تعالى: ﴿إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ ]القلم:4 ].
روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن هشام بن عامر أنه دخل على أم المؤمنين عائشةﭫ، فقال: «أنْبِئِيني عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِﷺ، قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِﷺ كَانَ الْقُرْآنَ» .
وفي رواية: «يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ اللهُ: ﴿إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ ] القلم:4 ]، خُلُقُ مُحَمَّدٍ الْقُرْآنُ» .
قال النوويرحمه الله: «معناه العمل به، والوقوف عند حدوده، والتأدب بآدابه، والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته» . أ هـ
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: «يعني أنه كان يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه، وما ذمة القرآن كان فيه سخطه» .
قال الغزاليرحمه الله: «هذه جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء، والتقطتها من الأخبار، فقال: كانﷺ أحلم الناس، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّﷺ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّﷺ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ .
وكان عليه الصلاة والسلام أعف الناس لم تمس يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها، أو تكون ذات محرم منه، روى البخاري ومسلم من حديث عائشةﭫ قالت: وَاللَّهِ! مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِﷺ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللهِﷺ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: «قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» كَلَامًا .
وكان يجيب دعوة الجميع، ويقول: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ» .
ويقبل الهدية، ولو أنها جرعة لبن، أو فخذ أرنب، ويكافئ عليها، ويأكلها، ولا يأكل الصدقة، روى البخاري في صحيحه من حديث عائشةﭫ، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِﷺ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا» .
وأما ذكر جرعة اللبن، وفخذ الأرنب، ففي الصحيحين من حديث أم الفضل: «أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إلَى النَّبِيِّﷺ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَشِيَّةِ عَرَفَةَ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَشَرِبَهُ» .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالكﮏ أن أبا طلحة بعث بورك أرنب أو فخذيها إلى رسول اللهﷺ فقبله .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِﷺ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ، فَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ: «كُلُوا»، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدَهﷺ فَأَكَلَ مَعَهُم .
وكان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشةﭫ قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يَنْتَهِكَ شَيْئًا مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ للهِعز وجل» .
عرض عليه الانتصار بالمشركين على المشركين وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عدد من معه فأبى، وقال «أَنَا لَا أَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ».
روى مسلم من حديث عائشةﮏ قالت: خَرَجَ رَسُولُ اللهِﷺ قِبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِﷺ حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ، قَالَ لِرَسُولِ اللهِﷺ: جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِﷺ: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» .
ووجد من فضلاء أصحابه وخيارهم قتيلًا بين اليهود فلم يحف عليهم، ولا زاد على مُرِّ الحق، بل وداه بمئة ناقة، وإن أصحابه بحاجة إلى بعير واحد يتقون به، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما في قصة قتل عبد الله بن سهل، وفيها: «فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِﷺ مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ مِائَةَ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ، فَقَالَ سَهْلٌ: فَلَقَدْ رَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ حَمْرَاءُ» .
وكان يعصب الحجر على بطنه مرة من الجوع، كما في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه في قصة الخندق، وفيه: «أَنَّ النَّبِيَّﷺ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ وَلَبِثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا» .
وفي رواية، قال أنس رضي الله عنه: فقلت لبعض أصحابه: لم عصَّب رسول اللهﷺ بطنه؟ فقالوا: من الجوع .
وكان يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد، ولا يتورع عن مطعم حلال، وإن وجد تمرًا دون خبزًا أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أو شعير أكله، وإن وجد حلوًا أو عسلًا أكله، وإن وجد لبنًا دون خبز اكتفى به، وإن وجد بطيخًا أو رطبًا أكله.
ففي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله: أَنّ النَّبِيَّﷺ سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ، وَيَقُولُ : «نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ...» .
وروى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّﷺ مُقْعِيًا يَأْكُلُ تَمْرًا» .
وكان لا يأكل متكئًا، ولا على خوان، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: «إِنِّي لَا آكُلُ مُتَّكِئًا» .
وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس قال: «لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّﷺ عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ» .
ولم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله إيثارًا على نفسه، لا فقرًا، ولا بخلًا، يجيب الوليمة، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز.
روى البخاري ومسلم من حديث عائشةﭫ قالت: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍﷺ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ البُرِّ ثَلاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ» .
وفي الحديث السابق: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ» . قال سهل بن حنيف رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللهِﷺ يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَزُورُهُمْ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ» .
وكان يمزح ولا يقول إلا حقًّا، ويضحك من غير قهقهة، روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنهم قالوا: يَا رَسُولَ اللهِِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» .
وروى البخاري ومسلم من حديث عائشةﭫ أنها قالت: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّﷺ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ» .
يرى اللعب المباح فلا ينكره، يسابق أهله، وترتفع الأصوات عليه فيصبر، روى البخاري ومسلم من حديث عائشةﭫ في لعب الحبشة بين يديه في المسجد، وقالت لهم: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِﷺ يَومًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسجِدِ، ورَسُولُ اللهِِﷺ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ» .
وروى أبو داود في سننه من حديث عائشةﭫ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبيﷺ فِي سَفَرٍ، قَالَت: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ، سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ: «هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ» .
وكان لا يحتقر مسكينًا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكًا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويًا، فقد روى الترمذي في سننه من حديث أنس رضي الله عنه أن النبيﷺ قال: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وروى البخاري في صحيحه من حديث سهل الساعدي أنه قال: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِﷺ، فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِﷺ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِﷺ: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِﷺ: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا» .
وفي صحيح مسلم من حديث أنس: «أَنَّ نَبِيَّ اللهِﷺ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَإِلَى قَيْصَرَ وَإِلَى النَّجَاشِيِّ وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّﷺ» .
وقد جمع الله تعالى له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، نشأ في بلاد الجهل والصحاري في فقر، وفي رعاية الأغنام، يتيمًا لا أب له ولا أم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6)﴾ ]الضحى:6 ]، فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة، وأخبار الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة، واليقظة والخلاص في الدنيا، ولزوم الواجب، وترك الفضول.
وفقنا الله لطاعته في أمره، والتأسي به في فعله.. آمين يا رب العالمين .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.