[عودة] الكلمة الثامنة والستون: من بدع الجنائز

الكلمة الثامنة والستون
من بدع الجنائز
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد..
فهذه جملة من بدع الجنائز التي انتشرت بين الناس، أذكرها للعلم بها والابتعاد عنها، ذكرها الشيخ الألبانيرحمه الله في كتابه أحكام الجنائز :
«غسل الميت:
وضع رغيف وكوز ماء في الموضع الذي غُسِل فيه الميت ثلاث ليال بعد موته.
إيقاد السراج أو القنديل في الموضع الذي غُسل فيه الميت ثلاث ليال من غروب الشمس إلى طلوعها، وعند بعضهم سبع ليال، وبعضهم يزيد على ذلك، ويفعلون مثله في الموضع الذي مات فيه.
ذكر الغاسل ذكرًا من الأذكار عند كل عضو يغسله.
الجهر بالذكر عند غسل الجنازة وتشييعها.
سدل شعر الميتة من بين ثدييها.
الكفن والخروج بالجنازة:
نقل الميت إلى أماكن بعيدة لدفنه عند قبور الصالحين كأهل البيت ونحوهم.
قول بعضهم: إن الموتى يتفاخرون في قبورهم بالأكفان وحُسنها، ويعللون ذلك بأن من كان من الموتى في كفنه دناءة يعايرونه بذلك.
كتابة اسم الميت وأنه يشهد الشهادتين، وأسماء أهل البيتﮋ بتربة الحسين رضي الله عنه إن وجدت، وإلقاء ذلك في الكفن.
كتابة دعاء على الكفن.
تزيين الجنازة.
حمل الأعلام أمام الجنازة.
وضع العمامة على الخشبة، ويلحق به الطربوش وإكليل العروس وكل ما يدل على شخصية الميت.
حمل الأكاليل والآس والزهور وصورة الميت أمام الجنازة!
ذبح الخرفان عند خروج الجنازة تحت عتبة الباب، واعتقاد بعضهم أنه إذا لم يفعل ذلك مات ثلاثة من أهل الميت.
حمل الخبز والخرفان أمام الجنازة وذبحها بعد الدفن وتفريقها مع الخبز.
اعتقاد بعضهم أن الجنازة إذا كانت صالحة خف ثقلها على حامليها وأسرعت.
إخراج الصدقة مع الجنازة، ومنه إسقاء العرقسوس والليمون ونحوه.
التزام البدء في حمل الجنازة باليمين.
حمل الجنازة عشر خطوات من كل جانب من جوانبها الأربعة .
الإبطاء في السير بها.
التزاحم على النعش .
ترك الاقتراب من الجنازة.
ترك الإنصات في الجنازة، هذا النص يشمل رفع الصوت بالذكر كما في الفقرة بعدها، وتحدث الناس بعضهم مع بعض.. ونحو ذلك.
الجهر بالذكر أو بقراءة القرآن أو «البُردة» أو «دلائل الخيرات» ونحو ذلك.
الذكر خلف الجنازة بالجلالة أو «البردة» أو «الدلائل» والأسماء الحسنى.
القول خلفها: «الله أكبر الله أكبر، أشهد أن الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت، سبحان من تعزز بالقدرة والبقاء، وقهر العباد بالموت والفناء».
الصياح خلف الجنازة بـ «استغفروا له يغفر الله لكم»ونحوه.
الصياح بلفظ الفاتحة عند المرور بقبر أحد الصالحين، وبمفارق الطرق.
قول المشاهد للجنازة: «الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم».
اعتقاد بعضهم أن الجنازة إذا كانت صالحة تقف عند قبر الولي عند المرور به على الرُغم من حامليها.
القول عند رؤيتها: «هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، اللَّهم زدنا إيمانًا وتسليمًا».
اتباع الميت بمجمرة.
الطواف بالجنازة حول الأضرحة -يعني أضرحة الأولياء.
الطواف بها حول البيت العتيق سبعًا.
الإعلام بالجنائز على أبواب المساجد.
إدخال الميت من باب الرحمة في المسجد الأقصى، ووضعه بين الباب والصخرة، واجتماع بعض المشايخ يقرؤون بعض الأذكار.
الرثاء عند حضور الجنازة في المسجد قبل الصلاة عليها أو بعدها، وقبل رفعها أو عقب دفن الميت عند القبر.
التزام حمل الجنازة على السيارة وتشييعها على السيارات .
حمل بعض الأموات على عربة المدفع.
الصلاة عليها:
الصلاة على جنائز المسلمين الذين ماتوا في أقطار الأرض صلاة الغائب بعد الغروب من كل يوم.
قول بعضهم عند الصلاة عليها: «سبحان من قهر عباده بالموت، وسبحان الحي الذي لا يموت».
نزع النعلين عند الصلاة عليها ولو لم يكن فيهما نجاسة ظاهرة ثم الوقوف عليهما.
وقوف الإمام عند وسط الرجل وصدر المرأة.
قراءة دعاء الاستفتاح.
الرغبة عن قراءة الفاتحة وسورة معها.
الرغبة عن التسليم فيها .
قول البعض عقب الصلاة عليها بصوت مرتفع: ما تشهدون فيه؟ فيقول الحاضرون كذلك: كان من الصالحين، ونحوه.
الدفن وتوابعه:
ذبح الجاموس عند وصول الجنازة إلى المقبرة قبل دفنها وتفريق اللحم على من حضر.
وضع دم الذبيحة التي ذُبحت عند خروج الجنازة من الدار في قبر الميت.
الذكر حول سرير الميت قبل دفنه.
الأذان عند إدخال الميت في قبره.
جعل شيء من تربة الحسين رضي الله عنه مع الميت عند إنزاله في القبر لأنها أمان من كل خوف.
فرش الرمل تحت الميت لغير ضرورة.
جعل الوسادة أو نحوها تحت رأس الميت في القبر.
رش ماء الورد على الميت في قبره.
إهالة الحاضرين التراب بظهور الأكف مسترجعين .
قراءة ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ في الحثوة الأولى، و﴿ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾ في الثانية، و﴿ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55)﴾ [طه: 55] في الثالثة.
القول في الحثوة الأولى: بسم الله، وفي الثانية: الملك لله، وفي الثالثة: القدرة لله، وفي الرابعة: العزة لله، وفي الخامسة: العفو والغفران لله، وفي السادسة: الرحمة لله، ثم يقرأ في السابعة قوله تعالى:﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ... الآية﴾ ويقرأ قوله تعالى:﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ... الآية ﴾.
قراءة السبع سور: الفاتحة، والمعوذتين، والإخلاص، و﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾، وهذا الدعاء: اللَّهم إني أسألك باسمك العظيم، وأسألك باسمك الذي هو قوام الدين، وأسألك... وأسألك.. وأسألك.. وأسألك باسمك الذي إذا سُئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعُزرائيل... الخ، كل ذلك عند دفن الميت .
قراءة فاتحة الكتاب عند رأس الميت، وفاتحة البقرة عند رجليه .
قراءة القرآن عند إهالة التراب على الميت.
تلقين الميت.
نصب حجرين على قبر المرأة.
الرثاء عقب دفن الميت عند القبر.
نقل الميت قبل الدفن أو بعده إلى المشاهد الشريفة.
السكن عند الميت بعد دفنه في بيت في التربة أو قربها.
امتناعهم من دخول البيت إذا رجعوا من الدفن حتى يغسلوا أطرافهم من أثر الميت.
وضع الطعام والشراب على القبر ليأخذه الناس.
الصدقة عند القبر.
صب الماء على القبر من قبل رأسه، ثم يدور عليه، وصب الفاضل على وسطه » .
وأختم بكلام الإمام الشوكانيرحمه الله -عندما علق على حديث أبي الهياج الأسدي عن علي رضي الله عنه أنه قال: «أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ» :
«ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولًا أوليًّا القبب والمشاهد المعمورة على القبور، وأيضًا هو من اتخاذ القبور مساجد، وقد لعن النبيﷺ فاعل ذلك كما سيأتي، وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام، منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر، فجعلوها مقصدًا لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم، وشدوا إليها الرحال وتمسحوا بها، واستغاثوا، وبالجملة أنهم لم يدعوا شيئًا مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالمًا ولا متعلمًا، ولا أميرًا ولا وزيرًا، ولا ملكًا، وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرًا من هؤلاء القبوريين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرًا، فإذا قيل له بعد ذلك احلف بشيخك ومعتقدك الولي الفلاني تلعثم وتلكأ، وأبى واعترف بالحق، وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال أنه تعالى ثاني اثنين، أو ثالث ثلاثة، فيا علماء الدين، ويا ملوك المسلمين، أي رزء للإسلام أشد من الكفر، وأي بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله، وأي مصيبة يُصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة، وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن هذا الشرك البين واجبًا.
لَقَدْ أسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيًّا
وَلَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي
وَلَوْ نَارًا نَفَخْتَ بِهَا أَضَاءَتْ
وَلكِنْ أَنْتَ تَنْفُخُ فِي رَمَادِ
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.